قد يضحك الطفل بعد فترةٍ قصيرةٍ من ولادته، وقد يضحك وهو نائم لكنّ ضحكته أو ابتسامته قد تكون عفوية، وقد تكون نتيجةً لخروج غازات بطنه، أمّا ضحكته الاجتماعية أو المقصودة فقد تظهر في وقتٍ ما بين الستة إلى الثمانية أسابيع من عمره، وتكون خطوةً هامةً نحو إتمام الطفل لتعلم مهاراته المختلفة، وهي دليلٌ على أن الطفل كَبُر وبدأ يستوعب التصرفات الإنسانية، وبدأ يستوعب أن ابتسامته تجذب أنظار الآخرين، وأنّ تطور عقله ومهارات التواصل لديه في مستواها الطبيعي.
في حال الرغبة بإضحاك الطفل فيجب اختيار الوقت الذي يكون فيه الطفل هادئاً ويقظاً، ويتم حمله مقابلاً للوجه على بعد ثلاثين سنتيمتراً، والتحدث معه أو الغناء له، وإذا بدا على الطفل عدم الارتياح لقربه يمكن إبعاده قليلاً عن الوجه، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ بعض الأطفال لا يرغبون بالضحك أو التبسُّم إن كانوا يعملون على تطوير مهاراتهم الحركية، أو إن كانوا يميلون إلى البكاء بكثرة لعدم ارتياحهم، وفي هذه الحالة يجب أن تعمل الأم جاهدةً لإشعار الطفل بالراحة أولاً.
قد يبدأ بعض الأطفال بالضحك بعد النظر إلى وجه الشخص مطوّلاً، إذ يقوم الطفل في هذه الحالة بتفحص الوجه أوّلاً، ثمّ الضحك، وفي هذه الحالة يجب الاستمرار بالتحدث معه حتى يضحك.
قد يتأخر بعض الأطفال في الضحك حتى بلوغهم الشهر الثاني من أعمارهم، وهو أمر لا يستدعي الخوف على الأغلب، وذلك لأنّ الأطفال مختلفون بعض الشيء في تطويرهم للمهارات المختلفة، وعادةً ما يتأخر الأطفال الذين ولدوا ولادةً مبكرةً عن غيرهم من الأطفال، وقد يستغرق الأمر أسابيع إضافية لتعلم المهارات.
قد يتأخر بعض الأطفال حتى الشهر الرابع من عمرهم، وهو أمر لا يستدعي للقلق أيضاً؛ وذلك لأنّ بعض الأطفال جديّون أكثر من غيرهم، وما يهم هو أنهم يطوّرون باقي مهاراتهم، إذ يجب النظر إلى تطورات الطفل الكلية، وعدم التركيز على مهارةٍ واحدة، ولكن في حال لم يتمكن الطفل من تطوير أكثر من مهارةٍ واحدة في الوقت المناسب، فيجب مراجعة الطبيب.
العربية
